بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المصدر كتاب: (التصوير الفني في الحديث النبوي) للدكتور محمد الصباغ.
000099عن أبي موسى -رضي الله عنه- قال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :
(( إن الله عزّ و جلّ لا ينام و لا ينبغي له أن ينام , يخفض القسط و يرفعه , يُرفع له عمل الليل بالنهار و عمل النهار بالليل , حجابه النور , لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه )).
000000فقد جاء هذا الحديث في وصف الله تعالى , الذي لا يستطيع أن يدرك كنهه أحد (( ليس كمثله شيء )) و لا يضاهيه أحد (( يدرك الأبصار و لا تدركه الأبصار )) .
فنحن إذاً أمام نص عظيم يورد للخالق صفات خاصة لا تتوافر في أحد من مخلوقاته , فهو - عزّ و جلّ - لا ينام و لا ينبغي له أن ينام لأن النوم دليل على الضعف و التعب , فما ينبغي له أن ينام و هو الإله الواحد القهار .
ثم يبحر بنا المصطفى عليه الصلاة و السلام في بحر من البيان و ذلك فيما يسميه علاما البلاغة بالمجاز المرسل و علاقته الآليه و ذلك في قوله : ( يخفض القسط ) فالقسط هو الميزان , و لكن المراد به هنا العدل , و لا شك أنه بالميزان يقع العدل , فالميزان إذاً آله يتحقق العدل بواسطتها , و هنا تتجلى لنا صورة رائعة هي :
أنه هناك ميزان لا نعلم حقيقته لأنه من عالم الغيب , و هذا الميزان توزن فيه أعمال العباد فيقع العدل و لا تظلم نفسٌ شيئا و لو كان مثقال ذرة .
و يمضي الحديث ليقرر لنا أن أعمال الناس تبلغ إلى الله فورا , و لكن هذا المعنى عُرض لنا بصورة رائعة و هي صورة الرفع : ( يُرفع له عمل الليل بالنهار و عمل النهار بالليل ) فالحياة ليست عبثاً و ما خُلق الناس هملاً , فما يعملونه يصل إلى الله فوراً و لا يخفى عليه شيء مما يعملون .
ثم يستمر المصطفى صلى الله عليه و آله في عرض هذا الحديث بصورة شيقة , إذ يقول ( و حجابه النور , لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه ) , و المفروض أن الحجاب يكون ظلاماً كثيفاً لا يبين ما وراءه , لكن أن يكون هذا الحجاب نوراً فهو أمر غريب في التصوير , و هذا النور يشبه أن يكون ناراً فهو يحرق من يقترب منه لذا كان حجاباً مانعاً لا تستطيع المخلوقات بتركيبها الدنيوي احتمال التعرض لرؤيته سبحانه و تعالى , فلو كشف حجاب النور لأحرقت المخلوقاتِ سبحاتُ وجهه تعالى .
سُبحات وجهه : بضم السين أي جلالته و عظمته .
لقد استطاع هذا الحديث رغم كلماته المحدودة أن يعبر عن موضوع في غاية الدقة يتعلق بذات الله سبحانه و تعالى , و أن يستخدم الصور الحسية بأسلوب رائع يحقق الغرض الديني على أكمل وجه .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المصدر كتاب: (التصوير الفني في الحديث النبوي) للدكتور محمد الصباغ.
000099عن أبي موسى -رضي الله عنه- قال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :
(( إن الله عزّ و جلّ لا ينام و لا ينبغي له أن ينام , يخفض القسط و يرفعه , يُرفع له عمل الليل بالنهار و عمل النهار بالليل , حجابه النور , لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه )).
000000فقد جاء هذا الحديث في وصف الله تعالى , الذي لا يستطيع أن يدرك كنهه أحد (( ليس كمثله شيء )) و لا يضاهيه أحد (( يدرك الأبصار و لا تدركه الأبصار )) .
فنحن إذاً أمام نص عظيم يورد للخالق صفات خاصة لا تتوافر في أحد من مخلوقاته , فهو - عزّ و جلّ - لا ينام و لا ينبغي له أن ينام لأن النوم دليل على الضعف و التعب , فما ينبغي له أن ينام و هو الإله الواحد القهار .
ثم يبحر بنا المصطفى عليه الصلاة و السلام في بحر من البيان و ذلك فيما يسميه علاما البلاغة بالمجاز المرسل و علاقته الآليه و ذلك في قوله : ( يخفض القسط ) فالقسط هو الميزان , و لكن المراد به هنا العدل , و لا شك أنه بالميزان يقع العدل , فالميزان إذاً آله يتحقق العدل بواسطتها , و هنا تتجلى لنا صورة رائعة هي :
أنه هناك ميزان لا نعلم حقيقته لأنه من عالم الغيب , و هذا الميزان توزن فيه أعمال العباد فيقع العدل و لا تظلم نفسٌ شيئا و لو كان مثقال ذرة .
و يمضي الحديث ليقرر لنا أن أعمال الناس تبلغ إلى الله فورا , و لكن هذا المعنى عُرض لنا بصورة رائعة و هي صورة الرفع : ( يُرفع له عمل الليل بالنهار و عمل النهار بالليل ) فالحياة ليست عبثاً و ما خُلق الناس هملاً , فما يعملونه يصل إلى الله فوراً و لا يخفى عليه شيء مما يعملون .
ثم يستمر المصطفى صلى الله عليه و آله في عرض هذا الحديث بصورة شيقة , إذ يقول ( و حجابه النور , لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه ) , و المفروض أن الحجاب يكون ظلاماً كثيفاً لا يبين ما وراءه , لكن أن يكون هذا الحجاب نوراً فهو أمر غريب في التصوير , و هذا النور يشبه أن يكون ناراً فهو يحرق من يقترب منه لذا كان حجاباً مانعاً لا تستطيع المخلوقات بتركيبها الدنيوي احتمال التعرض لرؤيته سبحانه و تعالى , فلو كشف حجاب النور لأحرقت المخلوقاتِ سبحاتُ وجهه تعالى .
سُبحات وجهه : بضم السين أي جلالته و عظمته .
لقد استطاع هذا الحديث رغم كلماته المحدودة أن يعبر عن موضوع في غاية الدقة يتعلق بذات الله سبحانه و تعالى , و أن يستخدم الصور الحسية بأسلوب رائع يحقق الغرض الديني على أكمل وجه .
الخميس نوفمبر 28, 2013 10:09 am من طرف admin
» سيف الله المسلول
الخميس نوفمبر 28, 2013 10:01 am من طرف admin
» تفسير آيات الصيام في سوره البقرة
الخميس مايو 05, 2011 11:16 pm من طرف فهوودي
» قضية اللغة والصوت للخليل
السبت أبريل 02, 2011 10:36 am من طرف admin
» آية الصوم من سورة الأحزاب:
السبت أغسطس 21, 2010 1:50 pm من طرف ابن الازهر
» آيات الصوم من سورة المجادلة:
السبت أغسطس 21, 2010 1:43 pm من طرف ابن الازهر
» آيات الصوم من سورة المائدة:
السبت أغسطس 21, 2010 1:36 pm من طرف ابن الازهر
» آية الصوم من سورة النساء
السبت أغسطس 21, 2010 1:29 pm من طرف ابن الازهر
» كيف نستقبل شهر رمضـان ؟
الجمعة أغسطس 20, 2010 2:34 pm من طرف admin