المنهل العذب - في سيرة السراج المنير
مقدمة :
" ان الحمدلله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له"
{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون }
فهذه معشر الأحبة : أربعون خطبة ، بعدد سنين عمر الرسول الكريم ، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ، يوم بعثه الله تعالى رحمة للعالمين ، وشاهداً على الخلائق أجمعين .
تمهيد :
في ضرورة وحاجة البشرية في سيرة خير البرية
" الحمدلله رب العالمين ، والعاقبة للمتقين ، ولا عدوان إلا على الظالمين ، ولا إله إلا الله وحده لا شريك له ، إله الأولين والآخرين وقيوم السماوات والأرض ، ومالك يوم الدين "
" فلا تزول قدما عبد بين يدي رب الأرباب ، حتى يجيب عن هاتين المسألتين بمحض الصواب " .
فجواب الأولى { ما كنتم تعبدون } بتحقيق " لا إله إلا الله " معرفة وعملا وإقرارا .
وجواب الثانية { ماذا أجبتم المرسلين } بتحقيق " أن محمدا رسول الله " اتباعا وتأسيا وائتمارا .
( فهو الميزان الراجح الذي توزن به الأقوال والأخلاق والأعمال ، وبمتابعة يتميز الهدى من الضلال ) .
فأي ضرورة وحاجة فرضها العباد ، فضرورتهم وحاجتهم إلى معرفة سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم يفوق الإحصاء والتعداد ) .
أهمية السيرة النبوية :
فهي الحرم الذي من دخله كان من الآمنين ، والحصن الذي من لاذ به كان من الفائزين ، ومن انقطع دونه كان من الهالكين .
نسب النبي صلى الله عليه وسلم :
ان نبينا صلى الله عليه وسلم خير أهل الأرض نسبا على الإطلاق .
فهو : محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبدمناف بن قصي ابن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان .
مولده ونشأته :
ولد محمد الخليل – عليه أفضل الصلاة والسلام والتبجيل – في عام الفيل ، وتوفي أبوه عبدالله وهو حمل في بطن أمه جنين ، ثم توفيت أمه آمنة ، ولم يستكمل لابنها إذ ذاك سبع سنين .
ثم كفله جده عبدالمطلب ، فإذا بداعي الموت يدعوه ويجد له في الطلب ، وحفيده إذ ذاك قد ناهز الثمان .
زواجه صلى الله عليه وسلم من خديجة بنت خويلد رضي الله عنها :
لما كمل لنبينا صلى الله عليه وسلم من العمر خمسة وعشرين ، تزوج خديجة بنت خويلد .
أولادة صلى الله عليه وسلم وذريته :
فأبر الابنين : القاسم وبه كان يكنى سيد الثقلين ، ثم عبدالله الملقب بالطيب والطاهر، وقد ماتا صغيرين ونبي الله صلى الله عليه وسلم على فراقهما محتسب وصابر .
وأما بناته صلى الله عليه وسلم الأربع ، ذوات القدر العلي الأرفع : فأكبرهن زينب ، ثم رقية ، ثم أم كلثوم ، ثم فاطمة رضي الله عنهن .
فأما زينب رضي الله عنها : فقد زوجها النبي صلى الله عليه وسلم لابن خالتها أبي العاص ابن الربيع رضي الله عنه .
وأما رقية رضي الله عنها : فقد زوجها النبي صلى الله عليه وسلم لعثمان بن عفان ، ولنعم الزوج كان ، وقد وهبها الله من عثمان ابنها عبدالله .
وأما أم كلثوم رضي الله عنها : فقد زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد موت أختها بستة أشهر لعثمان ، فتوفيت عنه ولم تلد له ، وكان ذلك سنة تسع في شعبان .
وأما فاطمة رضي الله عنها – وهي أصغرهن : فقد شرف بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن عمه علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
وجميع أولاد خاتم الأنبياء والمرسلين ، من زوجه الودود الولود خديجة سيدة نساء العالمين .
إلا ابنه إبراهيم فأمه مارية القبطية .
بعثته صلى الله عليه وسلم :
لما كمل لخاتم النبيين – صلى الله عليه وسلم عليه رب العالمين – تمام الأربعين ، وهي سن الكمال الذي تنضج فيه عقول الرجال : أري في منامه رؤى الصلاح ، التي كانت تقع كفلق الإصباح ، ثم حبب إليه الخلوة والتفرد ، والتحنث لربه والتعبد ، وقد بغض إليه الأوثان والأصنام ، وفطر على عبودية الملك العلام ، فلم يزل على ذلك حتى أشرق عليه نور النبوة في غار حراء ، وأكرمه الله تعالى بالرسالة والاصطفاء .
وكان مبعثه إلى الثقلين ، في يوم الاثنين ، كما كانت ولادته في هذا اليوم ، الذي أحب النبي صلى الله عليه وسلم لنفسه واستحب لأمته فيه الصوم
فلما فاجأ الوحي النبي بـ ( اقرأ باسم ربك الذي خلق ) أرتج عليه فما أجاب ولا نطق ، ورجع إلى خديجة يرجف جنانه ، وترتعد أركانه ، فدخل عليها ، وأوى إليها ، وأمرها أن تزمله بالكساء وتدثره بالغطاء ، وقال لها – فداه أبي ونفسي : لقد خشيت على نفسي .
فأجاب خديجة حبها ، ثقة بربها : كلا والله ، ما يخزيك الله أبدا ، إنك لتصل الرحم ، وتحمل الكل ، وتكسب المعدوم ، وتقرى الضيف ، وتعين على نوائب الحق .
الإسراء والمعراج :
فسلى الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم برحلة الإسرى ، من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى فأسرى بجسده وروحه إلى الشام ، ثم عرج به إلى الملك العلام .
قال صلى الله عليه وسلم : بينما أنا في الحجر مضطجعا بين النائب واليقظان ، إذ أتاني آت ، فشق ما بين هذه وهذه ، فاستخرج قلبي ، ثم غسله بماء زمزم ، ثم أتيت بطست من ذهب مملوءة إيمانا ، فغسل قلبي ، ثم حشي إيمانا وحكمة ، ثم أعيد .
الدعوة في أهل يثرب وبيعة العقبة :
قال جابر بن عبدالله الأنصاري رضي الله عنهما : مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة عشر سنين يتبع الناس في منازلهم ، بعكاظ ومججنة ، وفي المواسم بمنى ، يقول : من يؤويني ؟ من ينصرني ؟ حتى أبلغ رسالة ربي ، وله الجنة .
حتى ان الرجل ليخرج من اليمن ، أو من مصر ، فيأتيه قومه ، فيقولون : احذر غلام قريش ، لا يفتنك !
حتى بعثنا الله له من يثرب ، فآويناه وصدقناه ، فيخرج الرجل منا فيؤمن به ، ويقرئه القرآن ، فينقلب إلى أهله فيسلمون بإسلامه ، حتى لم يبق دار من دور الأنصار إلا وفيها رهط من المسلمين يظهرون الإسلام .
مقدمة :
" ان الحمدلله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له"
{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون }
فهذه معشر الأحبة : أربعون خطبة ، بعدد سنين عمر الرسول الكريم ، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ، يوم بعثه الله تعالى رحمة للعالمين ، وشاهداً على الخلائق أجمعين .
تمهيد :
في ضرورة وحاجة البشرية في سيرة خير البرية
" الحمدلله رب العالمين ، والعاقبة للمتقين ، ولا عدوان إلا على الظالمين ، ولا إله إلا الله وحده لا شريك له ، إله الأولين والآخرين وقيوم السماوات والأرض ، ومالك يوم الدين "
" فلا تزول قدما عبد بين يدي رب الأرباب ، حتى يجيب عن هاتين المسألتين بمحض الصواب " .
فجواب الأولى { ما كنتم تعبدون } بتحقيق " لا إله إلا الله " معرفة وعملا وإقرارا .
وجواب الثانية { ماذا أجبتم المرسلين } بتحقيق " أن محمدا رسول الله " اتباعا وتأسيا وائتمارا .
( فهو الميزان الراجح الذي توزن به الأقوال والأخلاق والأعمال ، وبمتابعة يتميز الهدى من الضلال ) .
فأي ضرورة وحاجة فرضها العباد ، فضرورتهم وحاجتهم إلى معرفة سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم يفوق الإحصاء والتعداد ) .
أهمية السيرة النبوية :
فهي الحرم الذي من دخله كان من الآمنين ، والحصن الذي من لاذ به كان من الفائزين ، ومن انقطع دونه كان من الهالكين .
نسب النبي صلى الله عليه وسلم :
ان نبينا صلى الله عليه وسلم خير أهل الأرض نسبا على الإطلاق .
فهو : محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبدمناف بن قصي ابن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان .
مولده ونشأته :
ولد محمد الخليل – عليه أفضل الصلاة والسلام والتبجيل – في عام الفيل ، وتوفي أبوه عبدالله وهو حمل في بطن أمه جنين ، ثم توفيت أمه آمنة ، ولم يستكمل لابنها إذ ذاك سبع سنين .
ثم كفله جده عبدالمطلب ، فإذا بداعي الموت يدعوه ويجد له في الطلب ، وحفيده إذ ذاك قد ناهز الثمان .
زواجه صلى الله عليه وسلم من خديجة بنت خويلد رضي الله عنها :
لما كمل لنبينا صلى الله عليه وسلم من العمر خمسة وعشرين ، تزوج خديجة بنت خويلد .
أولادة صلى الله عليه وسلم وذريته :
فأبر الابنين : القاسم وبه كان يكنى سيد الثقلين ، ثم عبدالله الملقب بالطيب والطاهر، وقد ماتا صغيرين ونبي الله صلى الله عليه وسلم على فراقهما محتسب وصابر .
وأما بناته صلى الله عليه وسلم الأربع ، ذوات القدر العلي الأرفع : فأكبرهن زينب ، ثم رقية ، ثم أم كلثوم ، ثم فاطمة رضي الله عنهن .
فأما زينب رضي الله عنها : فقد زوجها النبي صلى الله عليه وسلم لابن خالتها أبي العاص ابن الربيع رضي الله عنه .
وأما رقية رضي الله عنها : فقد زوجها النبي صلى الله عليه وسلم لعثمان بن عفان ، ولنعم الزوج كان ، وقد وهبها الله من عثمان ابنها عبدالله .
وأما أم كلثوم رضي الله عنها : فقد زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد موت أختها بستة أشهر لعثمان ، فتوفيت عنه ولم تلد له ، وكان ذلك سنة تسع في شعبان .
وأما فاطمة رضي الله عنها – وهي أصغرهن : فقد شرف بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن عمه علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
وجميع أولاد خاتم الأنبياء والمرسلين ، من زوجه الودود الولود خديجة سيدة نساء العالمين .
إلا ابنه إبراهيم فأمه مارية القبطية .
بعثته صلى الله عليه وسلم :
لما كمل لخاتم النبيين – صلى الله عليه وسلم عليه رب العالمين – تمام الأربعين ، وهي سن الكمال الذي تنضج فيه عقول الرجال : أري في منامه رؤى الصلاح ، التي كانت تقع كفلق الإصباح ، ثم حبب إليه الخلوة والتفرد ، والتحنث لربه والتعبد ، وقد بغض إليه الأوثان والأصنام ، وفطر على عبودية الملك العلام ، فلم يزل على ذلك حتى أشرق عليه نور النبوة في غار حراء ، وأكرمه الله تعالى بالرسالة والاصطفاء .
وكان مبعثه إلى الثقلين ، في يوم الاثنين ، كما كانت ولادته في هذا اليوم ، الذي أحب النبي صلى الله عليه وسلم لنفسه واستحب لأمته فيه الصوم
فلما فاجأ الوحي النبي بـ ( اقرأ باسم ربك الذي خلق ) أرتج عليه فما أجاب ولا نطق ، ورجع إلى خديجة يرجف جنانه ، وترتعد أركانه ، فدخل عليها ، وأوى إليها ، وأمرها أن تزمله بالكساء وتدثره بالغطاء ، وقال لها – فداه أبي ونفسي : لقد خشيت على نفسي .
فأجاب خديجة حبها ، ثقة بربها : كلا والله ، ما يخزيك الله أبدا ، إنك لتصل الرحم ، وتحمل الكل ، وتكسب المعدوم ، وتقرى الضيف ، وتعين على نوائب الحق .
الإسراء والمعراج :
فسلى الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم برحلة الإسرى ، من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى فأسرى بجسده وروحه إلى الشام ، ثم عرج به إلى الملك العلام .
قال صلى الله عليه وسلم : بينما أنا في الحجر مضطجعا بين النائب واليقظان ، إذ أتاني آت ، فشق ما بين هذه وهذه ، فاستخرج قلبي ، ثم غسله بماء زمزم ، ثم أتيت بطست من ذهب مملوءة إيمانا ، فغسل قلبي ، ثم حشي إيمانا وحكمة ، ثم أعيد .
الدعوة في أهل يثرب وبيعة العقبة :
قال جابر بن عبدالله الأنصاري رضي الله عنهما : مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة عشر سنين يتبع الناس في منازلهم ، بعكاظ ومججنة ، وفي المواسم بمنى ، يقول : من يؤويني ؟ من ينصرني ؟ حتى أبلغ رسالة ربي ، وله الجنة .
حتى ان الرجل ليخرج من اليمن ، أو من مصر ، فيأتيه قومه ، فيقولون : احذر غلام قريش ، لا يفتنك !
حتى بعثنا الله له من يثرب ، فآويناه وصدقناه ، فيخرج الرجل منا فيؤمن به ، ويقرئه القرآن ، فينقلب إلى أهله فيسلمون بإسلامه ، حتى لم يبق دار من دور الأنصار إلا وفيها رهط من المسلمين يظهرون الإسلام .
الخميس نوفمبر 28, 2013 10:09 am من طرف admin
» سيف الله المسلول
الخميس نوفمبر 28, 2013 10:01 am من طرف admin
» تفسير آيات الصيام في سوره البقرة
الخميس مايو 05, 2011 11:16 pm من طرف فهوودي
» قضية اللغة والصوت للخليل
السبت أبريل 02, 2011 10:36 am من طرف admin
» آية الصوم من سورة الأحزاب:
السبت أغسطس 21, 2010 1:50 pm من طرف ابن الازهر
» آيات الصوم من سورة المجادلة:
السبت أغسطس 21, 2010 1:43 pm من طرف ابن الازهر
» آيات الصوم من سورة المائدة:
السبت أغسطس 21, 2010 1:36 pm من طرف ابن الازهر
» آية الصوم من سورة النساء
السبت أغسطس 21, 2010 1:29 pm من طرف ابن الازهر
» كيف نستقبل شهر رمضـان ؟
الجمعة أغسطس 20, 2010 2:34 pm من طرف admin