فتح مكة
آذن رسول الله صلى الله عليه و سلم بالرحيل عام الفتح في ليلتين خلتا من رمضان, فغزا رسول الله صلى الله عليه و سلم مكة وكان معه عشرة آلاف من الفرسان.
قصة كتاب حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه إلى المشركين:
كتب حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه إلى ناس من المشركين من أهل مكة يخبرهم ببعض أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فأوحى الله تعالى إلى رسوله صلى الله عليه وسلم بذلك، فدل رسول الله صلى الله عليه و سلم على المرأة التي معها الكتاب؛ فأرسل إليها علي بن أبي طالب و الزبير بن العوام و المقداد بن الأسود رضي الله عنهم
التماس قريش خبر رسول الله صلى الله عليه و سلم:
وقد بلغ قريشا مقدم رسول الله صلى الله عليه و سلم، فخرج أبو سفيان بن حرب و حكيم بن حزام وبديل بن ورقاء يلتمسون الخبر عن رسول الله صلى الله عليه و سلم، فأقبلوا يسيرون حتى أتوا مر الظهران، فإذا هم بنيران كأنها نيران عرفة!
فرآهم ناس من حرس رسول الله صلى الله عليه و سلم فأدركوهم فأخذوهم، فأتوا بهم رسول الله صلى الله عليه و سلم.
وقد جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح خالد بن الوليد رضي الله عنه على المجنبة اليمنى، وجعل الزبير بن العوام رضي الله عنه على المجبنية اليسرى، وجعل أبا عبيدة بن الجراح رضي الله عنه على البياذقة و بطن الوادي.
وصعد رسول الله صلى الله عليه و سلم الصفا، وجاءت الأنصار فأطاقوا بالصفا، فجاء العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه و سلم ومعه أبو سفيان بن حرب.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم؛ من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن أغلق عليه بابه فهو آمن، ومن ألقى السلاح فهو آمن.
فقالت الأنصار: أما الرجل فقد أخذته رأفة بعشيرته، ورغبة في قريته.
فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أقبل إلى الحجر فاستلمه ثم طاف بالبيت وكان حوله ستون وثلاثمائة نصب.
خطبة الفتح:
ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا بعد أن فتح الله تعالى مكة على الناس، فأوضح لأهلها حرمتها حتى لا يقع في قلوبهم من ذلك شك ولا التباس.
إنه حمد الله و أثنى عليه ثم قال: إن مكة حرمها الله، ولم يحرمها الناس. لا يحل لامرئ يؤمن بالله و اليوم الآخر أن يسفك بها دما ولا يعضد بها شجرا، فأن أحد ترخص؛ لقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما؛ فقولوا له: إن الله أذن لرسوله ولم يأذن لكم، وإنما أذن لي فيها ساعة من نهار، وقد عادت حرمتها اليوم محرمتها بالأمس، وليبلغ الشهادة الغائب.
وقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح فقال: إن الله حرم مكة يوم خلق السماوات و الأرض، فهي حرام بحرام الله إلى يوم القيامة، لم تحل لأحد قبلي ولا تحل لأحد بعدي.
تسابق الناس و القبائل للإسلام بعد الفتح:
فكنت أحفظ ذلك الكلام، و كأنما يقر في صدري، و كانت العرب تلوم بإسلامهم الفتح، فيقولون: اتركوه وقومه، فأنه إن ظهر عليهم فهو نبي صادق.
فملا كانت وقعة أهل الفتح بادر كل قوم بإسلامهم ، وبدر أبي قومي بإسلامهم.
وقد أمن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة الناس إلا أربعة نفر و امرأتين.
وقد أغتسل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة في بيت أم هانئ بنت أبي طالب رضي الله عنها, و فاطمة ابنته رضي الله عنها تستره بثوب، فسلمت عليه أم هانئ.
الغزوات بعد الفتح
ببعد أن فتح الله تعالى على رسوله عليه الصلاة و السلام بدله الحرام بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه لدعوة القبائل و الفئام.
يوم حنين ((هوازن و غطفان)) :
ولما كان يوم حنين: جمعت هوازن و غطفان لرسول الله صلى الله عليه وسلم جمعا كثيرا فجاؤوا بالصبيان و النساء و الإبل و النعم فجعلوهم صفوفا، يكثرون على رسول الله صلى الله عليه و سلم؛ فجعلوهم خلف ظهورهم.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم في عشرة آلاف أو أكثر، و معه الطلقاء.
فحمل المسلمون يومئذ على المشركين فانكشفوا, فأكب المسلمون على الغنائم، فاستقبلتهم هوازن بالسهام.
وثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانون رجلا من المهاجرين و الأنصار.
فطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم يركض بلغته قبل الكفار.
قدوم وقد هوازن مسلمين:
ثم جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد هوازن مسلمين، فسألوه أن يرد إليهم أموالهم و سبيهم، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: معي من ترون، وأحب الحديث إلى أصدقه، فاختاروا إحدى الطائفتين: إما السبي و إما المال، وقد كنت استأنيت بكم.
فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسلمين فأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: أما بعد؛ إخوانكم قد جاؤونا تائبين، و إني قد رأيت أن أرد إليهم سبيهم، فمن أحب منكم أن يطيب ذلك فليفعل.
غزوة أوطاس :
لما فزع النبي صلى الله عليه وسلم من حنين بعث أبا عامر عبيد بن سليم الأشعري رضي الله عنه على جيش إلى أوطاس، فلقي دريد بن الصمة، فقتل دريد؛ وهزم الله أصحابه.
غزوة الطائف
لما امتن الرب جل جلاله على رسوله صلى الله عليه وسلم بفتح حنين و هزمهم الله تعالى، قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم أموالهم ثم انطلق بها إلى الطائف، وكان ذلك في شوال سنة ثمان، فحاصر رسول الله صلى الله عليه وسلم حصن الطائف.
عمرته صلى الله عليه وسلم من الجعرانة:
ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الطائف، ونزل بالجعرانة بين مكة و المدينة.
و بينما النبي صلى الله عليه وسلم باجرانة وعليه ثوب قد اظل به، ومعه ناس من أصحابه، إذ جاءه اعرابي عليه جبة متضمخ بطيب.
و بينا النبي صلى الله عليه وسلم يمشي وعليه برد نجراني غليظ الحاشية؛ إذ أردكه اعرابي فجذبه جذبة شديدة.
وقد قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك العطابا في قريش وقبائل العرب، ولم يكن في الأنصار منها شيء، فوجد هذا الحي من الأنصار في أنفسهم حتى كثرت فيهم القالقة، حتى قال قائلهم: لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه!
ثم توجه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة فاعتمر من الجعرانة حين قسم غنائم حنين؛ وكان ذلك في ذي القعدة، وقصر معاوية بن أبي سفيان رشي الله عنهما من رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم عند المروة بمشقص.
غزوة تبوك
لما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك، وهو يريد الروم و نصارى العرب بالشام خلف علي بن أبي طالب رضي الله عنه بالمدينة!
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع الصلاة، فيصلي الظهر و العصر جميعا، و المغرب و العشاء جميعا، فلما أن أصبح؛ صلى الله عليه وسلم بالناس صلاة الصبح.
وقد نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس الحجر، ثم بيوت ثمود، فاستسقى الناس من الآبار التي كان يشرب منها ثمود، فعجنوا منها و نصبوا القدرو باللحم فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأهراقوا القدور، و علفوا العجين الإبل.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اشهد أم لا إله إلا الله، و اني رسول الله، لا يلقي الله بهما عبد غير شاك فيحجب عن الجنة.
فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم تبوك قال: ستهب عليكم الليلة ريح شدشدة فلا يقم فيها أحد منكم، فمن كان له بعير فليشد عقاله.
فما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته: أقبل عليهم، ثم قال: احسنتهم بغبطهم أن صلوا الصلاة لوقتها.
فبيتما رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوده حذيفة و يسوق به عمار؛ إذ أقبل رهط متلثمون على الرواحل، غشوا عمارا وهو يسوق برسول الله صلى الله عليه وسلم، و اقبل عمار يضرب وجوه الرواحل، فاقل رسول الله صلى الله عليه وسلم لحذيفة: قد قد، حتى هبط رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قصة كعب بن مالك رضي الله عنه و المخلفين:
و تاملوا حديث كعب بن مالك رضي الله عنه أحد رجلات الأنصار، وهو يذكر ما حدث له إثر تخلفه عن غزوة تبوك؛ مما يوجب العظمة و الاعتبار.
قال كعب بن مالك رضي الله عنه: كان من خبري في غزوة تبوك: أني لم أكن قط أقوى ولا أيسر مني،والله ما جمعت قلبها راحلتين قط حتى جمعتهما في تلك الغزوة.
فغزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حر شديد، والمسلمون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير، و غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الغزوة حين طابت الثمار و الظلال.
فو الله ما اعلمت أن احد من المسلمين أبلاه الله في صدق الحديث منذ ذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومي هذا احسن مما أبلاني الله به، والله؛ ما تعمدت كذبة منذ قلت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومي هذا، و غني لأرجو أن يحفظني الله فيما بقي
قال كعب: كنا خلفنا أيها الثلاثة عن امر أولئك الذين قبل منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين حلفوا له، فبايعهم و استغفر لم، و أرجأ رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا حتى قضى الله فيه.
آذن رسول الله صلى الله عليه و سلم بالرحيل عام الفتح في ليلتين خلتا من رمضان, فغزا رسول الله صلى الله عليه و سلم مكة وكان معه عشرة آلاف من الفرسان.
قصة كتاب حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه إلى المشركين:
كتب حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه إلى ناس من المشركين من أهل مكة يخبرهم ببعض أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فأوحى الله تعالى إلى رسوله صلى الله عليه وسلم بذلك، فدل رسول الله صلى الله عليه و سلم على المرأة التي معها الكتاب؛ فأرسل إليها علي بن أبي طالب و الزبير بن العوام و المقداد بن الأسود رضي الله عنهم
التماس قريش خبر رسول الله صلى الله عليه و سلم:
وقد بلغ قريشا مقدم رسول الله صلى الله عليه و سلم، فخرج أبو سفيان بن حرب و حكيم بن حزام وبديل بن ورقاء يلتمسون الخبر عن رسول الله صلى الله عليه و سلم، فأقبلوا يسيرون حتى أتوا مر الظهران، فإذا هم بنيران كأنها نيران عرفة!
فرآهم ناس من حرس رسول الله صلى الله عليه و سلم فأدركوهم فأخذوهم، فأتوا بهم رسول الله صلى الله عليه و سلم.
وقد جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح خالد بن الوليد رضي الله عنه على المجنبة اليمنى، وجعل الزبير بن العوام رضي الله عنه على المجبنية اليسرى، وجعل أبا عبيدة بن الجراح رضي الله عنه على البياذقة و بطن الوادي.
وصعد رسول الله صلى الله عليه و سلم الصفا، وجاءت الأنصار فأطاقوا بالصفا، فجاء العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه و سلم ومعه أبو سفيان بن حرب.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم؛ من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن أغلق عليه بابه فهو آمن، ومن ألقى السلاح فهو آمن.
فقالت الأنصار: أما الرجل فقد أخذته رأفة بعشيرته، ورغبة في قريته.
فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أقبل إلى الحجر فاستلمه ثم طاف بالبيت وكان حوله ستون وثلاثمائة نصب.
خطبة الفتح:
ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا بعد أن فتح الله تعالى مكة على الناس، فأوضح لأهلها حرمتها حتى لا يقع في قلوبهم من ذلك شك ولا التباس.
إنه حمد الله و أثنى عليه ثم قال: إن مكة حرمها الله، ولم يحرمها الناس. لا يحل لامرئ يؤمن بالله و اليوم الآخر أن يسفك بها دما ولا يعضد بها شجرا، فأن أحد ترخص؛ لقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما؛ فقولوا له: إن الله أذن لرسوله ولم يأذن لكم، وإنما أذن لي فيها ساعة من نهار، وقد عادت حرمتها اليوم محرمتها بالأمس، وليبلغ الشهادة الغائب.
وقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح فقال: إن الله حرم مكة يوم خلق السماوات و الأرض، فهي حرام بحرام الله إلى يوم القيامة، لم تحل لأحد قبلي ولا تحل لأحد بعدي.
تسابق الناس و القبائل للإسلام بعد الفتح:
فكنت أحفظ ذلك الكلام، و كأنما يقر في صدري، و كانت العرب تلوم بإسلامهم الفتح، فيقولون: اتركوه وقومه، فأنه إن ظهر عليهم فهو نبي صادق.
فملا كانت وقعة أهل الفتح بادر كل قوم بإسلامهم ، وبدر أبي قومي بإسلامهم.
وقد أمن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة الناس إلا أربعة نفر و امرأتين.
وقد أغتسل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة في بيت أم هانئ بنت أبي طالب رضي الله عنها, و فاطمة ابنته رضي الله عنها تستره بثوب، فسلمت عليه أم هانئ.
الغزوات بعد الفتح
ببعد أن فتح الله تعالى على رسوله عليه الصلاة و السلام بدله الحرام بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه لدعوة القبائل و الفئام.
يوم حنين ((هوازن و غطفان)) :
ولما كان يوم حنين: جمعت هوازن و غطفان لرسول الله صلى الله عليه وسلم جمعا كثيرا فجاؤوا بالصبيان و النساء و الإبل و النعم فجعلوهم صفوفا، يكثرون على رسول الله صلى الله عليه و سلم؛ فجعلوهم خلف ظهورهم.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم في عشرة آلاف أو أكثر، و معه الطلقاء.
فحمل المسلمون يومئذ على المشركين فانكشفوا, فأكب المسلمون على الغنائم، فاستقبلتهم هوازن بالسهام.
وثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانون رجلا من المهاجرين و الأنصار.
فطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم يركض بلغته قبل الكفار.
قدوم وقد هوازن مسلمين:
ثم جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد هوازن مسلمين، فسألوه أن يرد إليهم أموالهم و سبيهم، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: معي من ترون، وأحب الحديث إلى أصدقه، فاختاروا إحدى الطائفتين: إما السبي و إما المال، وقد كنت استأنيت بكم.
فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسلمين فأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: أما بعد؛ إخوانكم قد جاؤونا تائبين، و إني قد رأيت أن أرد إليهم سبيهم، فمن أحب منكم أن يطيب ذلك فليفعل.
غزوة أوطاس :
لما فزع النبي صلى الله عليه وسلم من حنين بعث أبا عامر عبيد بن سليم الأشعري رضي الله عنه على جيش إلى أوطاس، فلقي دريد بن الصمة، فقتل دريد؛ وهزم الله أصحابه.
غزوة الطائف
لما امتن الرب جل جلاله على رسوله صلى الله عليه وسلم بفتح حنين و هزمهم الله تعالى، قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم أموالهم ثم انطلق بها إلى الطائف، وكان ذلك في شوال سنة ثمان، فحاصر رسول الله صلى الله عليه وسلم حصن الطائف.
عمرته صلى الله عليه وسلم من الجعرانة:
ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الطائف، ونزل بالجعرانة بين مكة و المدينة.
و بينما النبي صلى الله عليه وسلم باجرانة وعليه ثوب قد اظل به، ومعه ناس من أصحابه، إذ جاءه اعرابي عليه جبة متضمخ بطيب.
و بينا النبي صلى الله عليه وسلم يمشي وعليه برد نجراني غليظ الحاشية؛ إذ أردكه اعرابي فجذبه جذبة شديدة.
وقد قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك العطابا في قريش وقبائل العرب، ولم يكن في الأنصار منها شيء، فوجد هذا الحي من الأنصار في أنفسهم حتى كثرت فيهم القالقة، حتى قال قائلهم: لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه!
ثم توجه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة فاعتمر من الجعرانة حين قسم غنائم حنين؛ وكان ذلك في ذي القعدة، وقصر معاوية بن أبي سفيان رشي الله عنهما من رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم عند المروة بمشقص.
غزوة تبوك
لما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك، وهو يريد الروم و نصارى العرب بالشام خلف علي بن أبي طالب رضي الله عنه بالمدينة!
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع الصلاة، فيصلي الظهر و العصر جميعا، و المغرب و العشاء جميعا، فلما أن أصبح؛ صلى الله عليه وسلم بالناس صلاة الصبح.
وقد نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس الحجر، ثم بيوت ثمود، فاستسقى الناس من الآبار التي كان يشرب منها ثمود، فعجنوا منها و نصبوا القدرو باللحم فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأهراقوا القدور، و علفوا العجين الإبل.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اشهد أم لا إله إلا الله، و اني رسول الله، لا يلقي الله بهما عبد غير شاك فيحجب عن الجنة.
فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم تبوك قال: ستهب عليكم الليلة ريح شدشدة فلا يقم فيها أحد منكم، فمن كان له بعير فليشد عقاله.
فما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته: أقبل عليهم، ثم قال: احسنتهم بغبطهم أن صلوا الصلاة لوقتها.
فبيتما رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوده حذيفة و يسوق به عمار؛ إذ أقبل رهط متلثمون على الرواحل، غشوا عمارا وهو يسوق برسول الله صلى الله عليه وسلم، و اقبل عمار يضرب وجوه الرواحل، فاقل رسول الله صلى الله عليه وسلم لحذيفة: قد قد، حتى هبط رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قصة كعب بن مالك رضي الله عنه و المخلفين:
و تاملوا حديث كعب بن مالك رضي الله عنه أحد رجلات الأنصار، وهو يذكر ما حدث له إثر تخلفه عن غزوة تبوك؛ مما يوجب العظمة و الاعتبار.
قال كعب بن مالك رضي الله عنه: كان من خبري في غزوة تبوك: أني لم أكن قط أقوى ولا أيسر مني،والله ما جمعت قلبها راحلتين قط حتى جمعتهما في تلك الغزوة.
فغزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حر شديد، والمسلمون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير، و غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الغزوة حين طابت الثمار و الظلال.
فو الله ما اعلمت أن احد من المسلمين أبلاه الله في صدق الحديث منذ ذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومي هذا احسن مما أبلاني الله به، والله؛ ما تعمدت كذبة منذ قلت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومي هذا، و غني لأرجو أن يحفظني الله فيما بقي
قال كعب: كنا خلفنا أيها الثلاثة عن امر أولئك الذين قبل منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين حلفوا له، فبايعهم و استغفر لم، و أرجأ رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا حتى قضى الله فيه.
الخميس نوفمبر 28, 2013 10:09 am من طرف admin
» سيف الله المسلول
الخميس نوفمبر 28, 2013 10:01 am من طرف admin
» تفسير آيات الصيام في سوره البقرة
الخميس مايو 05, 2011 11:16 pm من طرف فهوودي
» قضية اللغة والصوت للخليل
السبت أبريل 02, 2011 10:36 am من طرف admin
» آية الصوم من سورة الأحزاب:
السبت أغسطس 21, 2010 1:50 pm من طرف ابن الازهر
» آيات الصوم من سورة المجادلة:
السبت أغسطس 21, 2010 1:43 pm من طرف ابن الازهر
» آيات الصوم من سورة المائدة:
السبت أغسطس 21, 2010 1:36 pm من طرف ابن الازهر
» آية الصوم من سورة النساء
السبت أغسطس 21, 2010 1:29 pm من طرف ابن الازهر
» كيف نستقبل شهر رمضـان ؟
الجمعة أغسطس 20, 2010 2:34 pm من طرف admin