الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..
وبعد : يقول الله تبارك وتعالى: (وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ)(وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ)
(وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ)(وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاء وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاءُ وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ)(إِنْ أَنتَ إِلَّا نَذِيرٌ) [فاطر : 19 – 20 – 21-22-23] .
في هذه الآيات يضرب الله جل وعلا أمثلة لبيان الفرق الشاسع بين الضلالة والهداية, وهذه الأمثلة يدركها الناس بحسهم وخبرتهم , فالأعمى لايستوي مع البصير, والظلمات لاتستوي مع النور, ولايستوي الظل البارد المنعش مع المكان الشديد الحرارة المزعج , ولايستوي الأحياء الذين يتحركون بالحياة مع الأموات الذين هم جثث هامدة , فكذلك المهتدون فإنهم يبصرون الحقائق ويدركون سبيل النجاة والفلاح , وهم يتحركون في نور يغمرهم ويضيء لهم الطريق, ويعيشون في ظل وارف من الطمأنينة واليقين , كما أنهم يإيمانهم يكتسبون حياة القلوب التي تصحح المشاعر وتُقوِّم السلوك .
أما الضالون فإنهم لايبصرون الأمور على حقيقتها ولايرون سبيل النجاة والفلاح وهو أقرب شيء إليهم , وهم يعيشون في ظلمات مطبقة وشك وقلق وحيرة وموت قلبي يحول بينهم وبين النظر السليم والسلوك القويم .
والله وحده هو الذي يهدي من يشاء من هؤلاء الضالين , فيسخِّر قلوبهم ويهيئ أفكارهم لفهم مايسمعون من الهدى والتأثر به , والإيمان بدلائله وبيناته والعمل بتكاليفه وتوجيهاته , أما أنت أيها الرسول فإنك لاتوفِّق من أضل الله , فكما أنك لاتُسمع الأموات في قبورهم فإنك لاتسمع من أمات الكفر قلوبهم , فمهمتك في هذه الحياة ورسالتك التي تحملها هي دلالة الناس على طريق الهلاك وتحذيرهم منه , وعلى طريق النجاة وحثهم على سلوكه , ولاتحزن من كثرة الضالين فإنك إذا قمت بمهمتك في التبشير والإنذار فإنك قد أديت رسالتك على الوجه الأكمل .
ويقول الله تبارك وتعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ)(وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ)[ فاطر : 27 – 28] .
في هاتين الآيتين يأمرنا الله عز وجل بالتأمل والتدبر في مخلوقاته من النبات والجماد والحيوان من ناحية اختلاف الألوان بين الأجناس وفي الجنس الواحد , فالثمرات في النباتات تُسقى بماء واحد هو ماينزله الله تعالى من السحاب فينبت به النبات , ومع كون الماء واحدًا والأرض واحدة فإن الثمرات تأتي مختلفة الألوان , وجعل سبحانه من الجبال طرائق متعددة الألوان, فمنها البيض ومنها الحمر ومنها السود الشديدات السواد , وهي في هذه الألوان مختلفات فمنها الغامق ومنها الفاتح , وجعل من الصخور طبقات مختلفة ألوانها مع كونها جسما واحدًا , وكذلك جعل ألوان الناس وجميع الدواب التي تدب على الأرض مختلفات , وخص بالذكر من الدواب الأنعام وهي الإبل والبقر والغنم لأهميتها . هذا التوجيه من الله تعالى لنا لنعلم بذلك بليغ قدرته وعجيب صنعه.
ثم يبين جل وعلا أن تذكُّر آياته في خلقه وتدبيره يبعث على خشيته والإنابة إليه , حيث يبين أن الذين يخشونه من عباده هم العلماء به وبعظمته وقدرته , وعلى قدر علمهم بعظمة الله جل وعلا وإبداعه في هذا الكون يكون خشوعهم له وخشيتهم إياه , فكلما دقق العلماء في تحليل هذه المخلوقات واكتشاف حقائقها وبديع صنعها زاد تعظيمهم لخالقها جل وعلا , ودفعهم ذلك إلى الخضوع له وعبادته وحده .
إن الله جل جلاله عزيز قادر على ثواب من أطاعه وعقاب من عصاه , غفور ساتر لذنوب عباده إذا أنابوا إليه .
الشيخ د.عبد العزيز بن عبد الله الحميدي
وبعد : يقول الله تبارك وتعالى: (وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ)(وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ)
(وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ)(وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاء وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاءُ وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ)(إِنْ أَنتَ إِلَّا نَذِيرٌ) [فاطر : 19 – 20 – 21-22-23] .
في هذه الآيات يضرب الله جل وعلا أمثلة لبيان الفرق الشاسع بين الضلالة والهداية, وهذه الأمثلة يدركها الناس بحسهم وخبرتهم , فالأعمى لايستوي مع البصير, والظلمات لاتستوي مع النور, ولايستوي الظل البارد المنعش مع المكان الشديد الحرارة المزعج , ولايستوي الأحياء الذين يتحركون بالحياة مع الأموات الذين هم جثث هامدة , فكذلك المهتدون فإنهم يبصرون الحقائق ويدركون سبيل النجاة والفلاح , وهم يتحركون في نور يغمرهم ويضيء لهم الطريق, ويعيشون في ظل وارف من الطمأنينة واليقين , كما أنهم يإيمانهم يكتسبون حياة القلوب التي تصحح المشاعر وتُقوِّم السلوك .
أما الضالون فإنهم لايبصرون الأمور على حقيقتها ولايرون سبيل النجاة والفلاح وهو أقرب شيء إليهم , وهم يعيشون في ظلمات مطبقة وشك وقلق وحيرة وموت قلبي يحول بينهم وبين النظر السليم والسلوك القويم .
والله وحده هو الذي يهدي من يشاء من هؤلاء الضالين , فيسخِّر قلوبهم ويهيئ أفكارهم لفهم مايسمعون من الهدى والتأثر به , والإيمان بدلائله وبيناته والعمل بتكاليفه وتوجيهاته , أما أنت أيها الرسول فإنك لاتوفِّق من أضل الله , فكما أنك لاتُسمع الأموات في قبورهم فإنك لاتسمع من أمات الكفر قلوبهم , فمهمتك في هذه الحياة ورسالتك التي تحملها هي دلالة الناس على طريق الهلاك وتحذيرهم منه , وعلى طريق النجاة وحثهم على سلوكه , ولاتحزن من كثرة الضالين فإنك إذا قمت بمهمتك في التبشير والإنذار فإنك قد أديت رسالتك على الوجه الأكمل .
ويقول الله تبارك وتعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ)(وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ)[ فاطر : 27 – 28] .
في هاتين الآيتين يأمرنا الله عز وجل بالتأمل والتدبر في مخلوقاته من النبات والجماد والحيوان من ناحية اختلاف الألوان بين الأجناس وفي الجنس الواحد , فالثمرات في النباتات تُسقى بماء واحد هو ماينزله الله تعالى من السحاب فينبت به النبات , ومع كون الماء واحدًا والأرض واحدة فإن الثمرات تأتي مختلفة الألوان , وجعل سبحانه من الجبال طرائق متعددة الألوان, فمنها البيض ومنها الحمر ومنها السود الشديدات السواد , وهي في هذه الألوان مختلفات فمنها الغامق ومنها الفاتح , وجعل من الصخور طبقات مختلفة ألوانها مع كونها جسما واحدًا , وكذلك جعل ألوان الناس وجميع الدواب التي تدب على الأرض مختلفات , وخص بالذكر من الدواب الأنعام وهي الإبل والبقر والغنم لأهميتها . هذا التوجيه من الله تعالى لنا لنعلم بذلك بليغ قدرته وعجيب صنعه.
ثم يبين جل وعلا أن تذكُّر آياته في خلقه وتدبيره يبعث على خشيته والإنابة إليه , حيث يبين أن الذين يخشونه من عباده هم العلماء به وبعظمته وقدرته , وعلى قدر علمهم بعظمة الله جل وعلا وإبداعه في هذا الكون يكون خشوعهم له وخشيتهم إياه , فكلما دقق العلماء في تحليل هذه المخلوقات واكتشاف حقائقها وبديع صنعها زاد تعظيمهم لخالقها جل وعلا , ودفعهم ذلك إلى الخضوع له وعبادته وحده .
إن الله جل جلاله عزيز قادر على ثواب من أطاعه وعقاب من عصاه , غفور ساتر لذنوب عباده إذا أنابوا إليه .
الشيخ د.عبد العزيز بن عبد الله الحميدي
الخميس نوفمبر 28, 2013 10:09 am من طرف admin
» سيف الله المسلول
الخميس نوفمبر 28, 2013 10:01 am من طرف admin
» تفسير آيات الصيام في سوره البقرة
الخميس مايو 05, 2011 11:16 pm من طرف فهوودي
» قضية اللغة والصوت للخليل
السبت أبريل 02, 2011 10:36 am من طرف admin
» آية الصوم من سورة الأحزاب:
السبت أغسطس 21, 2010 1:50 pm من طرف ابن الازهر
» آيات الصوم من سورة المجادلة:
السبت أغسطس 21, 2010 1:43 pm من طرف ابن الازهر
» آيات الصوم من سورة المائدة:
السبت أغسطس 21, 2010 1:36 pm من طرف ابن الازهر
» آية الصوم من سورة النساء
السبت أغسطس 21, 2010 1:29 pm من طرف ابن الازهر
» كيف نستقبل شهر رمضـان ؟
الجمعة أغسطس 20, 2010 2:34 pm من طرف admin