قبسات من القرآن الكريم(5)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد :
يقول الله تبارك وتعالى (قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ) (سبأ : 22 )(وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ) (سبأ : 23 )
يأمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بأن يقول للمشركين : ادعوا أوثانكم الذين عبدتموهم من دون الله سواء من الأصنام أو من البشر أو من الجن واطلبوا منهم أن يوجدوا شيئا مما في السموات والأرض من العدم ولو كان هذا الشيء مثقال ذرة , ثم انظروا هل يستطيعون ذلك ؟! إنهم لن يستطيعوا ذلك لأن خالق السموات والأرض ومافيهن هو الله وحده , وليس للمعبودين من دونه مشاركة في ذلك, وليس له منهم معين على تدبير أمور خلقه جل وعلا عن ذلك , وإن المفكرين المعاصرين والسابقين الذين ظهرت على أيديهم المخترعات الباهرة وعبدهم بعض الناس من أجل ذلك لم يوجدوا تلك المخترعات من العدم , وإنما ألَّفوها وركَّبوها من الموجودات التي خلقها الله عز وجل.
وإذا كان بعض المشركين يرجون من عبادة الأوثان أن تشفع لهم عند الله تعالى فإنهم لن يحصلوا على ذلك , لأن شفاعة الشافعين لاتقبل عند الله تعالى إلا لمن أذن لهم , ولن يأذن إلا لمن ارتضى شفاعتهم من الملائكة والنبيين عليهم السلام والصالحين , وهؤلاء لن يشفعوا إلا لمن استحق الشفاعة, حتى إن الملائكة عليهم السلام – على جلالة قدرهم – إذا سمعوا أمر الله عز وجل فزعوا فزعًا شديدًا , فإذا كان الملائكة هذا شأنهم فكيف يشفعون لمن لايرضى الله عمله ؟ وإذا كان الملائكة كذلك فكيف بمن هم دونهم في الخلق ؟!
ويقول الله تبارك وتعالى (قُلْ أَرُونِي الَّذِينَ أَلْحَقْتُم بِهِ شُرَكَاء كَلَّا بَلْ هُوَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (سبأ : 27 )
(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) (سبأ : 28 )
(وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) (سبأ : 29 )
(قُل لَّكُم مِّيعَادُ يَوْمٍ لَّا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلَا تَسْتَقْدِمُونَ) (سبأ : 30 )
يأمر الله عز وجل رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقول لأولئك المشركين : أروني بالحجة والبرهان الأوثان الذين عبدتموهم مع الله تعالى وجعلتموهم شركاء له هل شاركوا الله جل وعلا في الخلق حتى تجعلوهم شركاء له في العبادة ؟ ! كلا لم يفعلوا ذلك ولايملكونه , بل الله عز وجل وحده هو الخالق, وبالتالي فهو المعبود بحق وحده , وهو القوي في انتقامه ممن عصاه , الحكيم في أقواله وأفعاله .
ثم يبين الله تعالى مهمة الرسول صلى الله عليه وسلم التي بعثه الله عز وجل بها , وهي أنه ابتعثه إلى الناس جميعا مبشرًا بثوابه جل وعلا لمن اطاع وآمن وعمل صالحا , ومنذرا من عقابه لمن عصى وكفر ولكن أكثر الناس لايعلمون الحق ومصير أتباعه والمعارضين له في الآخرة , ولهذا الجهل من المشركين فإنهم يقولون مستهزئين : متى هذا الوعد الذي تعدوننا أن الله يجمعنا فيه ثم يحكم بيننا إن كنتم صادقين في هذا الوعد ؟ فقل لهم – أيها الرسول - : لكم معياد هو آتيكم لا محالة وهو يوم القيامة , وكل إنسان قيامته موته , فإذا حان أجله قامت قيامته , لايتأخر عن ذلك ولايتقدم , فالسعيد كل السعادة من أعد نفسه لذلك اليوم بالإيمان الصادق والعمل الصالح , والشقي كل الشقاوة من فاجأه ذلك اليوم وهو في شك أو عمل سيء .
لشيخ د.عبد العزيز بن عبد الله الحميدي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد :
يقول الله تبارك وتعالى (قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ) (سبأ : 22 )(وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ) (سبأ : 23 )
يأمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بأن يقول للمشركين : ادعوا أوثانكم الذين عبدتموهم من دون الله سواء من الأصنام أو من البشر أو من الجن واطلبوا منهم أن يوجدوا شيئا مما في السموات والأرض من العدم ولو كان هذا الشيء مثقال ذرة , ثم انظروا هل يستطيعون ذلك ؟! إنهم لن يستطيعوا ذلك لأن خالق السموات والأرض ومافيهن هو الله وحده , وليس للمعبودين من دونه مشاركة في ذلك, وليس له منهم معين على تدبير أمور خلقه جل وعلا عن ذلك , وإن المفكرين المعاصرين والسابقين الذين ظهرت على أيديهم المخترعات الباهرة وعبدهم بعض الناس من أجل ذلك لم يوجدوا تلك المخترعات من العدم , وإنما ألَّفوها وركَّبوها من الموجودات التي خلقها الله عز وجل.
وإذا كان بعض المشركين يرجون من عبادة الأوثان أن تشفع لهم عند الله تعالى فإنهم لن يحصلوا على ذلك , لأن شفاعة الشافعين لاتقبل عند الله تعالى إلا لمن أذن لهم , ولن يأذن إلا لمن ارتضى شفاعتهم من الملائكة والنبيين عليهم السلام والصالحين , وهؤلاء لن يشفعوا إلا لمن استحق الشفاعة, حتى إن الملائكة عليهم السلام – على جلالة قدرهم – إذا سمعوا أمر الله عز وجل فزعوا فزعًا شديدًا , فإذا كان الملائكة هذا شأنهم فكيف يشفعون لمن لايرضى الله عمله ؟ وإذا كان الملائكة كذلك فكيف بمن هم دونهم في الخلق ؟!
ويقول الله تبارك وتعالى (قُلْ أَرُونِي الَّذِينَ أَلْحَقْتُم بِهِ شُرَكَاء كَلَّا بَلْ هُوَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (سبأ : 27 )
(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) (سبأ : 28 )
(وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) (سبأ : 29 )
(قُل لَّكُم مِّيعَادُ يَوْمٍ لَّا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلَا تَسْتَقْدِمُونَ) (سبأ : 30 )
يأمر الله عز وجل رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقول لأولئك المشركين : أروني بالحجة والبرهان الأوثان الذين عبدتموهم مع الله تعالى وجعلتموهم شركاء له هل شاركوا الله جل وعلا في الخلق حتى تجعلوهم شركاء له في العبادة ؟ ! كلا لم يفعلوا ذلك ولايملكونه , بل الله عز وجل وحده هو الخالق, وبالتالي فهو المعبود بحق وحده , وهو القوي في انتقامه ممن عصاه , الحكيم في أقواله وأفعاله .
ثم يبين الله تعالى مهمة الرسول صلى الله عليه وسلم التي بعثه الله عز وجل بها , وهي أنه ابتعثه إلى الناس جميعا مبشرًا بثوابه جل وعلا لمن اطاع وآمن وعمل صالحا , ومنذرا من عقابه لمن عصى وكفر ولكن أكثر الناس لايعلمون الحق ومصير أتباعه والمعارضين له في الآخرة , ولهذا الجهل من المشركين فإنهم يقولون مستهزئين : متى هذا الوعد الذي تعدوننا أن الله يجمعنا فيه ثم يحكم بيننا إن كنتم صادقين في هذا الوعد ؟ فقل لهم – أيها الرسول - : لكم معياد هو آتيكم لا محالة وهو يوم القيامة , وكل إنسان قيامته موته , فإذا حان أجله قامت قيامته , لايتأخر عن ذلك ولايتقدم , فالسعيد كل السعادة من أعد نفسه لذلك اليوم بالإيمان الصادق والعمل الصالح , والشقي كل الشقاوة من فاجأه ذلك اليوم وهو في شك أو عمل سيء .
لشيخ د.عبد العزيز بن عبد الله الحميدي
الخميس نوفمبر 28, 2013 10:09 am من طرف admin
» سيف الله المسلول
الخميس نوفمبر 28, 2013 10:01 am من طرف admin
» تفسير آيات الصيام في سوره البقرة
الخميس مايو 05, 2011 11:16 pm من طرف فهوودي
» قضية اللغة والصوت للخليل
السبت أبريل 02, 2011 10:36 am من طرف admin
» آية الصوم من سورة الأحزاب:
السبت أغسطس 21, 2010 1:50 pm من طرف ابن الازهر
» آيات الصوم من سورة المجادلة:
السبت أغسطس 21, 2010 1:43 pm من طرف ابن الازهر
» آيات الصوم من سورة المائدة:
السبت أغسطس 21, 2010 1:36 pm من طرف ابن الازهر
» آية الصوم من سورة النساء
السبت أغسطس 21, 2010 1:29 pm من طرف ابن الازهر
» كيف نستقبل شهر رمضـان ؟
الجمعة أغسطس 20, 2010 2:34 pm من طرف admin